عن الحملة التي تستهدف السامعي وحاشد
يمنات
أنس القباطي
الحملة التي تستهدف الشيخ سلطان السامعي والنائب احمد سيف حاشد هاشم، من قبل رأس سلطة الواقع في صنعاء، مؤشر على ضيق هذه السلطة، وربما جناح متنفذ فيها بما تبقى من تنوع وتعدد في مناطق السيطرة.
رفع شعار الفساد من قبل الذباب الالكتروني التي تتناوب على الحملة الممولة بالملايين، مجرد يافطة تتخفى خلفها أهداف خفية، لعل ابرزها ضرب ما تبقى من أصوات تنافح ضد الفساد الذي اصبح عاريا والنهب الذي صار فاحشا وحكر الوظيفة العامة والتعيينات على شلل معينة تنتمي إلى نطاقات جغرافية أضيق من ضيقة..
ان كان السامعي كما يدعون فاسدا .. فلماذا لا يحيل خصومه وجميعهم في رأس السلطة، ملفات فساده إلى الجهات الرقابية للتحقيق فيها، رغم ان السلطة الفعلية ليست بيد السامعي او المجلس السياسي الأعلى الذي هو عضوا فيه، وكشف أكثر من مرة ان المجلس لا يجتمع، وانه لا يعلم من يدير مناطق السيطرة..
وكيف يكون أحمد سيف حاشد فاسدا، وهو لا يتولى أي منصب تنفيذي، الا اذا كانت ممارسته لعمله البرلماني والحقوقي الذي كفله الدستور تراه هذه السلطة فسادا، فذلك مردود عليها..
الحملة لا تشمل السامعي وحاشد، وتمتد أحيانا لتشمل محمد المقالح، وهو الأخر بعيدا عن السلطة..
هذه الحملة بدأت تتصاعد منها رائحة نتنة، في مؤشر على ضيق بالصوت المختلف والمعارض داخل السلطة وخارجها .. هذا الضيق يجعل من هذه السلطة تنكفئ على نفسها وتتقوقع في نطاق أضيق من الضيق نفسه..
الفساد يمارسه المسؤل النافذ في السلطة وليس اي مسؤول اخر، فكيف يمكن للمعارض ان يكون فاسدا..؟
والنافذون في سلطة الواقع بصنعاء معروفون .. بل ان هذه السلطة باتت تدار بنافذين، والا كيف يمارس مدير مكتب رئاسة الجمهورية صاحب الوظيفة الفنية دور ان لم يكن أدوار تنفيذية، جعلت منه واحد من أهم صانعي القرار ان لم يكن أهمهم..؟!
مكافحة الفساد ونقد التصرفات والسلوكيات الخاطئة والتحذير من المخاطر والتعاطي بحس وطني تجاه مختلف القضايا على الساحة والتفكير بأفق وطني يستشرق المستقبل، يبدو انها في قاموس نافذي سلطة صنعاء مفردات تعرفها بأنها فسادا في هذا الزمن الاسود، زمن التجهيل والتدجين والمشاريع الصغيرة والارتهان للخارج.